اللقب حمار بقلم الشاعر الدكتور عز الدين أبو ميزر
اللَقَبُ حِمَار ...
جَاعَ الأسَدُ فَمَسَكَ الثّعلَبَ
خَادِمَهُ كَيْ يَأكُلَهُ
قَالَ الصّبرَ فَلَحمُ حِمَارٍ
لَحمٌ أنتَ تُفَضّلُهُ
قَالَ صَدَقتَ وَبَعضُ الصّبرِ
يَكُونُ بِهِ مَا تَأمَلُهُ
لِحِمَارِ الغَابَة ذَهَبَ الثّعلَبُ
وَهُوَ يَرُوغُ وَقَالَ لَهُ
الأسَدُ بِنِيَّتِهِ يَتَنَحّى
وَلَكَ المُلكَ سَيَجعَلُهُ
وَاختَارَكَ أنتَ لِهَذَا الأمرِ
فَأرجُو أنْ تَتَقَبّلَهُ
شَدّ الأسَدُ حِمَارَ الغَابَةِ
مِن أذُنَيهِ لِيَأكُلَهُ
فَانقَطَعَت كِلتَا أُذُنَيهِ
وَالوَجَعُ الصّادِمُ جَفّلَهُ
فَمَضَى مُبتَعِدًا لَا يَلوِي
وَالثّعلَبُ غَيْظًا يَعذِلُهُ
أذُنَاكَ أعَاقَا تَاجَ المُلْكِ
فَعَجِزَ بِرَأسِكَ يُدخِلُهُ
فَارجِع وَاعتَذِرِ الآنَ لَهُ
وَالبِرُّ الأجمَلُ أعْجَلُهُ
عَادَا وَاقتَنَعَ حِمَارُ الغَابِ
وَرَاحَ الأسَدُ يَخَاتِلُهُ
إذْ دَخلَ عَلَيهِ فَلَم يُبصِرهُ
وَكانَ الأسَدُ يُغَافِلُهُ
أمسَكَ بٍالذّيلِ بِلَحظَةِ خَرَجَ
فَبَتَرَ الذّيلَ وَزَيّلَهُ
فَمَضَى لَا ذَيلَ وَلَا أذُنَيْنِ
تُسَارِعُ هَربًا أرجُلُهُ
وَالثّعلَبُ أُسقِطَ فِي يَدِهِ
وَاحتَارَ بِمَا سَيَقُولُ لَهُ
وَالتَفَتَ إلَيهِ وَقَالَ بِحَزمِ
آخِرَ جُهدٍ أبْذُلُهُ
إذْ كَيفَ سَتَجلِسُ فَوقَ العَرشِ
وَذَيلُكَ تَحتَكَ تَحمِلُهُ
وَلِهَذَا قَطَعَ الأسَدُ الذّيلَ
لِأمرٍ مِثْلُكَ يَجْهَلُهُ
لِيَلِيقَ التّاجُ برأس المَلِكِ
وَلِلكُرسِيِّ مُؤَهَّلُهُ
فَاجلِسْ بِهُدوُءٍ وَتَحَمّلْ
مَا يَجِبُ عَلَيكَ تَحَمّلُهُ
وَحِمَارُ الغَابَ جَثَا وَالأسَدُ
بِفَكّ الرّقَبَةِ عَاجَلَهُ
وَكَذَا مَنْ يُخدَعُ مَرّاتٍ
فَمِنَ العَبَثِ تَعَقّلُهُ
وَيَظَلّ اللّقَب له أهْلًا
لَا لَقَبَ سِوَاهُ يُمَثّلُهُ
د.عزالدّين
تعليقات
إرسال تعليق