قصاص الحياة بقلم الشاعر المبدع المالحي زهير
ألا قل لمن في الورى لم يرم
على النفس طيشاوعيش العدم
ألنقل إليه ندائي بعطر
من الزهر غطى الربى والقمم
فمن مثله حين يجتاح ضنك
صبور الحنايا كتوم الألم
فلا كان من نازلته الرزايا
كمثل الذي غازلته. النعم
فقم خلص النفس بالعقل يعلو
عليها بسلطان أمر حكم
فهذا الفتى مثله خل علم
جليس الكتاب نديم القلم
فلا كان من قلة الرزق يشكو
ولا إزداد من علة المال هم
يرى العلم بين الورى خير زاد
وأزكى نسيم به قد نسم
فكم عزوة بين جنح الظلام
تفادى بها نزوة واتسم
وخاض الليالي بسيف النزال
يباري الكرى طرفه المنصرم
يداجي من الليل بدرا يحاجي
عقود النجوم بما قد كتم
ليرتاح أين لحاه الخرير
على مضجع من حرير الديم
وما بالسهولة ترويض نفس
أمالت إلى الضيم نسك الذمم
وحامت بشيطانها كي تهين
عفاف الكرامة تحت القدم
*************************************
فباسم القذارة ساسو جناة
وكم بالحظارة منهم قسم
يبيعون للشعب أضغاث وعد
وكم مر من مشتريه وكم
ففي كل جمع تراهم حضورا
يخيطون للوهم ثوب الحلم
يدارون ضحل الوجوه بماء
بأعماقه لوثة من سقم
فيا ويلكم قدر دمع رأيتم
عيون السواعد يبكين دم
وتبا لكم يوم يجتث ظلم
فلن ينفع اللطم بعد الندم
وتبا بما اكتال فيكم بظلم
سيصلى بما احتال كأس الحمم
فمهلا لكل امرئ عاث منكم
على نسج أعماله قد ختم
فذي عادة الذل تجتاج رهطا
تباهوا بأسيادهم من عجم
فما حق حقا لما ضاع هدرا
عبيدا لهم كانو يوما خدم
فلن يحفظ المجد إلا سوادا
أزاحوا الهموم بشحذ الهمم
فقل للذي قد طغى في الفؤاد
أنرت الثنا حين أدلجت ذم
فقدسية الرزق بالله حامت
كورد الحمام بصحن الحرم
هو الحق نبراسه مسك طهر
فمهما أثمتم فلن يهتضم
هو اليمن رضوان قلب قنوع
فإن شق فيه الهوان انصرم
هو الظلم مهما استبد تداعى
فمهما نضا بانتصار هزم
ومن ظل في بطشه مستبدا
فحتما سيجزى بما قد جرم.
قصاص الحياة المالحي زهير
تعليقات
إرسال تعليق