موسم المطر للشاعر المبدع عبد الكريم الصوفي


( موسِمُُ لِلمَطَر )

زوابِعُُ تَملَأُ الآفاق ... بَرقُُ وتَتلوهُ الرُعودُ تَقصفُ

والبَردُ في أوصالِنا لا يَكادُ يوصَف

قَد أُخلِيَت من المُشاةِ شَوارِعُُ فلا تَكاد ... من ظُلمَةٍ لِلمَشهَدِ تَعرفُ

تَهرَعُ لِلبُيوت ... طَوائِفُُ لِلناس ... في إثرِها طَوائِفُ

وصِبيَةُ في حَيٌِنا ... إلى مَنازِلِهِم يَدلُفوا

لا أمانَ لَهُم منَ الصَقيع ... ولَيسَ من يُسعِفُ

ولَيسَ من غادَةٍ تَزهو بِها الطُرُقات ... فالزَمهَريرُ ... بالغادَةِ لا يَرأفُ

فَلَملَمَ الفِتيَة أذيالَ خَيبَتِهِم صاغِرين في البُيوتِ كُلٌَهُم عَكَفوا

ضاقَت بِهِم مَنازِلُُ ... في دَهرِهِم لِساعَةٍ لَم يَألَفوا

نفوسهم ضجرَت من حَسرَةٍ  ...  يا وَيحَهمُ   كُلٌَما تَأفٌَفوا

تَهتُفُ أرواحَهُم  ...  هَل يَطولُ  الشِتاء ...  يا لَهُ السَجٌَان  ...  كَم يُقرِفُ 

يا بِئسهُ  شِتاؤنا ...   أرواحَنا  في سِجنِهِ  من غَيظِها   ...  تَنزُفُ

يُجيبُهُم  صوتُ الزَئير  كَفى  ...  قُلوبُهُم  من صَوتِهِ   توجِفُ

والهُطول  ...  والرِياح  ... لِحلمِهِم  في ذلِكَ التَسَكٌُعِ  تَنسُفُ

إنٌَهُ فَصلُ الثَبات  ...  فلا  بَناتَ  في الدُروب 
ولا  بِها  الشُرُفات  ...  لِلفِتيَةِ تَقِفُ

من نَظرَةُُ  تَرنو بِها   ... لَمٌَا  عَلَيهِم  تشرِفُ   ... أوصالَهُم  من سِحرِها  تَرجُفُ

َكَأنٌَهُم  من مَعشَرِ القِطَطِ  ...  لِعِشقِهِم  في المَوسِمِ يَستَأنِفوا 

فَأجٌِلوا  ذاكَ الغَزَل  ...  أوهامكُم بالقُبَل

وغَمزَةُُ  من  الجُفون  ...  على عَجَل

فالشِتاءُ  مَوسِمُُ لِلهُطول  ...  لِلسُيول ... لِلبَلَل

وهِرٌَةُُ على الجِدار تَموءُ في غَضَب  ...  والهِرٌُ صاحِبها يَزأرُ  ...  

يقولُ في سِرٌِهِ يا غادَتي أينَ الهَرَب ؟  ... 
 
يا وَيحَهُ ذاكَ الغَزَل

فالشِتاءُ مَوسِمُُ لِلهِرَر  ...  لا لِلشَباب ... والدَمِ في العُروقِ يَستَعِر

ولا هوَ لِلبَناتِ حالِمات  ... كَأنٌَهُنٌَ في الخَدَر

فإستَسلِموا  ولَو قَليلاً  لِلهُدوء  ... لِلحَذَر

وحاذِروا  الوُلوجَ  لِلغَرامِ في الشِتاء  ... فَكَم يُحيطُ الشِتاءُ حُبٌَكُم  بالخَطَر 

أيٌُها العاشِقون  ...  طَهٌِروا قُلوبَكم بالمَطَر

يَغسِلُ أدرانَكُم  ... يَغسِلُ  سَيٌِئاتِ الظُنون  ...  إذ نالَها َ العَكَر

عَطٌِروا من أريجِ التُراب أجسادَكُم   ...  ومن عَبيرِ صَخرِنا  و ذلِكَ الحَجَر

ورَتٌِلوا عِندَ الهُطول والسُيول  ...  أهزوجَةً   مِنَ الدُعاء  ...  فَرُبٌَما ذُنوبَكُم تُغفَرُ

أوطانَنا لَكِ السَلام ... دماءنا  فِدا الحِياضِ ...  تَسيلُ تَنفَجِرُ

بقلمي

المحامي  عبد الكريم الصوفي

اللاذقية     .....     سورية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الخوض في عناقيد الأدب بقلم المبدعة ندا أبو الهيجا

اعترافات الشاعرة المبدعة ندا أبو الهيجا

لمن في دوحة العلياء أضحى بقلم الشاعر المبدع الدكتور زعل طلب الغزالي