إلي أين للشاعر المبدع محمد الدرهومي
يالها من قيلولة وسط اللهب ! خارج البيت نار .. وفحيح ريح صحراويَة تغذيها شمش الصيف .. أخذ يعدُ أيَام الحرَ هذه وتمنَى أن
تنتهي على خير . يكفي أن يشغل مروحة الهواء وأن يشرب ماء باردا ويستلقي لينام .. هو يفهم طبيعة هذه الأيام التي حتمت دعوةالناس إلى التلقيح والتباعد والحيطة من الوباء..ولا يفهم كيف تفاقمت الأمور ..هاهو قطُه يدعوه ليدخل.. قد يؤانس وحدته وينام في زاوية من البيت .. لا بأس يا قطيطي .. هل أنت جوعان ؟
صار يتواصل مع قطه فقط..
لا كما كان يتواصل مع الناس عن قرب أو بعد .. أمَام هذه الظروف فالتقارب
مخاطرة وتهلكة . بقي وحيدا في بيته وفي مزرعته ينتظر أنباء يلتقطها من مصادر مهرجة ومزعجة .. قطُه لن يملأ فراغا ولن يزيد المشهد
إلاَ...
يسمع إشعار ا بهاتفه :
نعم ماذا يا ابني .؟ بخير ؟
صوت نشيج وتقطع أصوات ..عمي وزوجة عمي يا أبي ؟ في ذمة الله ..
يسقط الهاتف من يده ..يخرج ولم يتساءل إلى أين ؟ ويموء القطُ من خلفه في عتبة بيت لم يغلق .
محمد الدرهومي : 10/8/2021
تعليقات
إرسال تعليق