الوظيفة النفسية للصورة الشعرية بقلم الدكتور زعل طلب الغزالي


الوظيفة النفسية للصورة الشعرية في أسرار البلاغة

إعداد سفير السلام

الدكتور زعل طلب الغزالي

دكتور في اللغة العربية من جامعة دمشق

شُغل النّقاد والدارسون في العصر الحديث بمصطلح الصورة ، وبدا اختلافهم واضحاً في قضية تأصيل هذا المصطلح ؛ فمنهم من دافع عن أصالته في نقدنا القديم ؛ إذْ أجمع قسم كبير من الدراسات المعنية بالمصطلح على اقتراب الصورة عند عبد القاهر الجرجاني من الدلالة المعاصرة .. ومنهم من تعصب لحداثته فلا يرى فيه ظلاً تراثياً ؛ بحجة أنّ الاختلاف منطقي تحتمه طبيعة التناول والفكر النقديين للمصطلح بين العصرين ..

ومنهم من حاول أن يوفق بين هذين الرأيين ، وحجته أنّنا ((قد لا نجد المصطلح بهذه الصياغة الحديثة في الموروث البلاغي والنقدي عند العرب ، ولكن المشاكل والقضايا التي يثيرها المصطلح الحديث ويطرحها موجودة في الموروث ، وإن اختلفت طريقة العرض والتناول ، أو تميّزت جوانب التركيز ودرجات الاهتمام)) ..

وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال : هل حقاً أهمل النقاد العرب القدماء الجانب النفسي في دراساتهم ؟
يرى الدكتور عبد القادر فيدوح أنّ ((طبيعة التجسيد الحسي للتشبيه ووظائفه الدلالية في الصورة الشعرية لدى القدماء مرتبطة بالقوة المدركة نتيجة واقع انفعال مظاهر الإحساس بالمؤثرات الخارجية في الشيء المحسوس ، وهنا تتناظر الصورة الخارجية بمؤثرات الصورة الداخلية فيما بينها ، وتتوحد لتعطي قوة متحركة في نفس الشاعر ، وتتوالى هذه القوة المحركة بالتدرج إلى إثارة الانفعال في القوى الباطنية بإفراز الشيء عند المبدع والاستجابة له عند المتلقي)) وهذا ما يجعل الصورة تتحول ((إلى معانقة نفسية يفجر فيها الشاعر ما تفوّر من مشاعر تحت ركام الذهن ، وسطحية المنطق، وإنَّ تداخل الانفعال مع حركة الذهول الفني يطعّم الصورة بما يجعلها تتعدى إسار المحدودات التي يكون فيها ، الجامع في كل ، سيد الموقف ويدفعها إلى تخطي أسوار العقلانية التي تفصل الأشياء لتعانق ذهولاً فنياً محدقاً نحو حرم الرؤية الشعرية)) ..

وما يعنينا في هذه الدراسة هو التوقف عند جهود عبد القاهر الجرجاني في هذا المجال أي الدلالة النفسية للصورة لنرى أهي دعوة حديثة ونظرة جديدة أم لا ؟‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍! ..
......................
يتبع

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الخوض في عناقيد الأدب بقلم المبدعة ندا أبو الهيجا

اعترافات الشاعرة المبدعة ندا أبو الهيجا

لمن في دوحة العلياء أضحى بقلم الشاعر المبدع الدكتور زعل طلب الغزالي