وطن للشاعر المبدع سلطان احمد محمد


أغنيـــــــــــــة: وطـــــن*
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الصّبحُ شاحبٌ ضوءُه
يطلّ بانكسار
والشّمسُ تنظرُ بعينها الحمراء
من عيونِ اليتامى
وجهُك ياوطني تغيّر..... أم وجهُ الزّمان؟
أرى عينيك في عينيّ!
فهلْ أفزعُ إليك؟
في كلّ يومٍ تتهاوى
فهلْ تصمد؟
أعادَ ليَ عندك كسرة خبزٍ... جرعة ماء؟
انا جائعٌ منذُ سنين
أنا وأطفالي العشرون بلا مأوى
نفترشُ الأرضَ الملغومه
ونلتحفُ السّماء المفقودة

أصبحتْ قدماي خائرتين ياوطني
بطنٌ جائعُ وأنا منهار!
يدايا مرتعشةٌ.... سيفي مكسور
غلمانُك إلى غيابة الجبّ رموك
في العلن باعوك!
وزهدوا فيك بالثّمن
غلمانك باعوا سفنَ أمجادِك على الطرقات
باعوا تاريخك يا وطني.

وطني زمنُ العصافير الجميلة مضى
وآخرٌ حلّ علينا
زمنُ الجماجم
القتلُ بالمجّان بلا هوّية!
راحتْ يا وطني من أغصانِك الحمائم
عامٌ وراءَ عامٍ بلا جدوى!
بلا أملٌ، بلا أمنٌ، بلا مأوى
لفحتْنا الشمسُ وأذابنا الصقيع
كلّما لاحَ السّرابُ زادتْ البلوى
يطلّ في حزنِ العيون
في انطفاءِ الحلم
في بؤسِ الملامح
ونحنُ والآمالُ لن نبارح

ماذا تبقّى لنا من نورِ الشّمس
في عينيك يا وطني؟
زمنُ الحمائمِ مضى
والجوّ تمنكتْ منه الجوارح
قل للحمائمِ أن تحاذر
فالفوارسُ تسقطُ في الكمائن!
من خنجرٍ مسمومٍ لغادر
قل للفوارسِ غادرَ الملاح
والضّبابُ محا عن مرافينا كلّ الملامح
المرسى هاجر والبحرُ عن الطّريق حائر
واللّيلُ طمرَ كلّ البيادر.

ماذا تبقّى من نورِ الشمس
في عينيك يا وطني؟
غيرُ صوتٍ حزين
صوتِ وردةٍ صفراءٍ تبحثُ عن كفن
غيرُ ليلٍ وسحابةٍ سوداءٍ انقطعَ دمعُها
منذ حين
امتطى عليها أشباحُ الظًلام
تتخطفُ بقايا رفاتِنا
تحومُ فوقَ كهوفِنا.

ألا أيّها اللّيلُ البهيمُ الطويل
أنا لن أكونَ الفارسَ المهزوم
أقبعُ في زوايا السّجون
سأحدّقُ نحوَ السّماء
تحتَ القيدِ....في عنفِ السّلاسل
فاليوم ألفُ عصفورٍ على قلبي
يخلقُ اللّحن المقاتل
فما زالَ دمعُ الوردِ في عيني
ودمُّ الزّهر ما زالَ في المزاهر
دماءٌ لاتجفً ولا تسيل
أيّها اللًيل
ستجرفٕك حتماً تلك الدّماء
وستغسُلنا من أدرانك السّماء
وسيعودُ نورُ الشّمس
إلى عينيك يا وطنـــــــــــــــــــي.

أ / ســ"الوجيه"ــلطان*
سلطان أحمدمحمد اليمن / تعز

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الخوض في عناقيد الأدب بقلم المبدعة ندا أبو الهيجا

اعترافات الشاعرة المبدعة ندا أبو الهيجا

لمن في دوحة العلياء أضحى بقلم الشاعر المبدع الدكتور زعل طلب الغزالي