خاطرة للمبدع الشاعر الدكتور زعل طلب الغزالي


خاطرة

سفير السلام د.زعل طلب الغزالي

تمر بي الذكريات ويأخذني الحنين إلى حيث ولدت ونشأت منذ الصغر، قريتي، حبيبتي، التي استنشقت فيها هواء الطفولة وعبق الذكريات التي لا تنسى، وأيام لا تغادر مخيلتي..
الشمس مالت للمغيب وأرخت جدائلها الذهبية على أكتاف الهضاب وخضرة السهول، وأنا أراقب منظر الغروب من نافذتي..
يطوف الحنين في نفسي؛ فأتفقّد الوقت في ساعة معصمي...
خمس عشرة دقيقة بقيت لرفع أذان الإفطار..
لا شيء هنا يشبه رمضاننا في القرية.. ذلك الأذان الصديّ الذي كان يصعد من مئذنة القرية ليعانق الفضاء كلّ يوم..
لا شيء هنا يشبه ما تركناه في قريتنا.. فكم هو مجهد رمضان الغربة!! وكم هو بائس ذلك الإفطار الذي لايسدّ رمق من بقي صائما عن الطمأنينة لسنوات!!
جرّبت أن أعشق غيرها فلم أستطع؛ فلقد أسكنتها في قلبي وأسكنتني في الجنة؛ وعندها أيقنت أن الحبّ بعدها زائف، والحسن لا يليق إلا بها؛ فلقد أنهلتني من مائها النمير؛ فكيف يطيب لي الماء الأجاج ببعدها؟!
أهواها وإن جار الزمان علينا؛ وليس عيبا أن أهواها، وأن أقابل روعتها بفيض محبتي، وأن أعترف بحبها؛ فهي جميلة تسبي العيون بحسنها، ولن أملّ من هواها ما دامت الأطيار تنشد، ومادامت الشمس تشرق، وما دام البدر يطلع..
قريتي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الخوض في عناقيد الأدب بقلم المبدعة ندا أبو الهيجا

اعترافات الشاعرة المبدعة ندا أبو الهيجا

لمن في دوحة العلياء أضحى بقلم الشاعر المبدع الدكتور زعل طلب الغزالي